في العاصمة:شهادة حق تخرج مظلوما من السجن

عاشت عائلة لحظات عصيبة بعد أن اتهم ابنها في جريمة قتل لم يرتكبها وتضاعفت محنتها عندما فقدت ابنها الآخر في حادث مرور وهو لايزال في ريعان شبابه. ورغم هول مصابها تحملت محنتها بجلد كبير إلى أن انقشع هذا الغمام بظهور أدلة جديدة في القضية برأت ساحة الموقوف من الجرم المنسوب إليه.

ظهور الحقيقة...

انطلقت التحريات في هذه الجريمة التي جدت في مارس 2012 على اثر إعلام ورد على السلط الأمنية مفاده تعرض شخص إلى اعتداء بواسطة آلة حادة فتحولت دورية أمنية على عين المكان برفقة الحماية المدنية وتم نقل المتضرر إلى احد المستشفيات بالعاصمة إلا انه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابة التي تعرض لها والتي كانت عميقة وأصابت الكلية. فتم إعلام ممثل النيابة العمومية وأجريت المعاينات اللازمة على الجثة وأذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة فيما عهد للإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالبحث في ملابسات الجريمة.
وبالتحري اتجهت أصابع الاتهام إلى المظنون فيه –أي ابن محدثنا –الذي نفى جملة وتفصيلا ما نسب إليه وأكد عدم ضلوعه في الجريمة وبقي موقوفا لمدة ستة أشهر إلى أن تجلت الحقيقة واصدح احد شهود العيان -الذي لم يشارك في عملية الاعتداء بل شاهد الجريمة أثناء وقوعها -انه في يوم الواقعة توجه صحبة خمسة أشخاص للقيام بجولة، في الأثناء نشبت خصومة بين الهالك واحد الاشخاص فحاولوا فض النزاع وفي غفلة منهم سدد المتهم الرئيسي طعنة للهالك ثم فرّ من مسرح الجريمة ونفى الشاهد أن يكون المتهم الموقوف هو من قام بالاعتداء على الهالك. وبموجب هذه التصريحات تم إلقاء القبض على جميع المورطين واعترف الفاعل الأصلي بجرمه كما اعترف بنشوب خلاف بينه وبين الهالك انتهى بطعنه وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ باثنين من المتهمين فيما بقي ثلاثة آخرون بحالة سراح ولا تزال الأبحاث والتحريات متواصلة في الجريمة.
مع العلم أنه تمت تبرئة الموقوف الأول على إثر اتصال أحد شهود العيان بوالد الموقوف وإعلامه بالحقيقة كاملة وحتى يوثق هذه الاعترافات قام بتسجيلها إلى حين استيفاء جميع الإجراءات القانونية وتم استدعاء الشاهد لدى الفرقة المختصة بالبحث وأدلى بأقواله تفصيليا وبهوية الفاعل الأصلي ومن معه فالقي عليهم القبض وصدر القرار بالإفراج عن الموقوف البريء.